صندوق التنبيهات أو للإعلان

الحورية الهاربة

أضف تعليق10:16 م, كتبها لكم: مهموم
مسرحية الحورية الهاربه احدى روائع الادب الاسباني للرائع اليخاندرو كاسونا

اجمع النقاد على انها من افضل الاعمال التي قدمت على خشبة المسرح في القرن العشرين
وحققت نجاحا جماهيريا منقطع النظير
ويمكن ان نعزي هذا النجاح الى عدة اسباب:
فقد اختار كاسونا طريق الخيال الشعري واستطاع اخضاع العالم الوهمي للعالم الحقيقي.
وعلى الرغم من ذوق الجمهور المتواضع الا انه كان متشبعا من الفن الروتيني ووجد مع كاسونا العكس في هذه المسرحية
استطاع ايضا المزج بين العناصر الحقيقية والخيالية والربط بين الحقيقة والحياة التي يبحث عنها الانسان
لا تنطلق المسرحية من الخطط الأيدولوجية والفنية التي كانت سائده في تلك الفترة، وقد ابتعد عن خط القدماء واختلف عن المجددين وبحث عن اكبر عدد من الجمهور كما فعل لوركا في مسرحياته.
كان الجمهور يعلم مقدما ما سيشاهده لكن مع كاسونا حدث العكس تماما ،ووجد موضوعا رائعا وجديدا يختلف عن الموضوعات المبتذلة التي قدمها المسرح التجاري في تلك الفترة.
لم يستخدم كاسونا في هذه المسرحية الفاظا متداولة او تقليديه، فقد كان يزدري الحقيقة الفظة.
قدمت هذه المسرحية موضوعا جديد لم يتطرق اليه احد من قبل.

أحداث المسرحية
تدور الاحداث في منزل قديم بالقرب من شاطئ البحر، تبدأ بوصول السيد فلورين..طبيب وكاتم اسرار اسرة ريكاردو الذي ياتي للسؤال عن بطل المسرحية ريكاردو.
نعرف الكثير عن البطل من خلال حديث فلورين مع الخادم، فمثلا هو شخص لا يولي اهتماما كبيرا للزمن،غريب الاطوار،يرفض واقعه ويذهب الى الصحراء لكي يؤجر هذا المنزل القديم ويؤسس عالمه المستقل، ويضع على الباب لافتة تقول ممنوع دخول من يعرف الهندسة.



هذه الفكرة الصادرة من شاب لديه الكثير من الوقت والمال ولا يواجه صعوبات تذكر في الحياة، انعكاسا لطفولة عاشها منغلقا في منزل كانت الأم فيه دائما مشغولة وجافة في معاملته،ووالأب منهمكا في تجارته وكتبه، مما جعله يحسد الكثير من الأطفال الطلقاء.
ويتكلم عن نفسه بقوله " ولكني سعيد بوضعي هذا. سعيد ان روحي الطفولية هي التي تبعث من جديد"
يحاول فلورين اقناعه بالتخلي عن افكاره المجنونة دون جدوى ويخبره ريكاردو انه بانتظار رئيس جمهوريته الجديد السيد سامي، الذي كان مهرجا في السيرك، رجل حالم وثمل سيربيهم على الحياة الافلاطونية الجديده.
تعرف ريكاردو على سامي منذ عدة سنوات في مرسيليا حين انقذ ابنته من الغرق ولكنها ماتت في نفس السنة على حد قول ابيها.
يصل أيضا "الشبح" مرتديا ملابسه البيضاء، ولكنه يكشف عن هويته الحقيقية ، حيث كان يعمل بستانيا في المنزل قبل ان يؤجره ريكاردو،ولكي لا يخرج منه جاءته فكرة ان يرتدي ملابس بيضاء ويتجول في المنزل حاملا شعلة.
تغضب هذه الحقائق ريكاردو ولكنه يقرر ان يعطيه حياة جديده ويوهمه انه نابليون.
يظهر في الشرفة ظل شخص فيعتقد ريكاردو انه سامي ولكنها سيرينا،فتاة غريبة، شقراء ،ترتدي ملابس خضراء. يعجب بها ريكاردو
ويقع في حبها ،وتخبره انها جاءت من اعماق البحر بحثا عنه.

تبدأ أحداث الفصل الثاني بحوار بين الخادم والشبح حيث يطلب من الخادم ان يتوسط له عند سيده ليعود بستنانيا ويعفيه من دور نابليون، تصل سيرينا وهيا تمسك بيد دانييل احد اصدقاء ريكاردو، وهو رسام يضع على عينيه عصابة لأنه مل من رؤية نفس الالوان ويريد تخيل الوان جديده مختلفه.ونعلم من حديثهما ان السيد فلورين قرر السفر، وفي الليلة السابقة لسفره يحاول فلورين اقناع ريكاردو بالكف عن هذه الخزعبلات، ولكن بطلنا يرى ان سيرينا هي الفانتازيا والحرية ، ولكن فلورين يؤكد له انها امراة عادية وليست حورية من البحر، ويرد عليه ريكاردو ان ما يعجبه فيها انها اكذوبة لذيذة ليس على استعداد لكي يستبدلها باي حقيقة اخرى.
وأمام عناد ريكاردو لا يجد فلورين بدا من ان يخبره ان سيرينا لو لم تكن ابنة سامي نفسه فهي امراة ارسلها سامي لكي تسلب ارادته وثروته،وأتت كلمات فلورين ثمارها فبدأ الشك يدب في ريكاردو فطلب بعدها مباشرة من سيرينا ان تخبره بحقيقة أمرها.
تبكي سيرينا وتصر على انها حورية خرجت من البحر، وأنها ستعود الى قاع البحر ، وان كان ريكاردو يحبها فليتبعها ، ويعتذر ريكاردو عن تصرفه الفظ.
يصل سامي للبحث عن ابنته التي قرأت رسالة سامي الى والدها قبل ان يقرأه هو وهي لم تكن ماتت كما ادعى.

تجري أحداث الفصل الثالث في نفس المكان ولكن النور المستخدم يصبح ابيضا خفيفا حميما بدلا من الالوان القوية المستخدمه في الفصلين السابقين.
ربما يريد كاسونا بهذا ان يجعلنا نعيش جوا واقعيا ،ويشير الى العودة الى الطبيعه البسيطة الخالية من التعقيدات لأن في هذا الفصل ستتخلى جميع الشخصيات عن الفانتازيا ويعودون الى ارض الواقع.
لم يعد الشبح شبحا بل عاد الى حياته الطبيعية راعيا حديقة المنزل
وسيرينا التي تتضح اصابتها بالجنون ويتبرع فلورين لشفائها من مرضها كي يستطيع ريكاردو ان يتزوجها، لكن يظهر بيبو صاحب السيرك الذي يسأل عن سامي وابنته، التي هي في نفس الوقت عشيقته ن وقد توصل الى هذا باستغلال جنونها من ناحية ولجبن وحاجة والدها من ناحية اخرى.
يقول سامي ردا على توبيخ فلورين له لعدم استعانته بالقانون وحماية ابنته:
"أعلم ذلك ولكن كانو سيودعونه السجن عدة ايام ، وانا في الشارع للابد ، وسيرينا في مستشفى المجانين للابد...نعم هناك قانون"
يقترح فلورين على سامي الا يتقابل ريكاردو ولا سيرينا مع بيبو حتى لا يضيع جهده في علاجها بناء على طلب ريكاردو، الذي حاول المقاومة في البداية ، الا ان حبه لها غلبه على امره واضطر للتخلي عن رايه والعودة للواقع املا في ان يعود العقل اليها ويستطيع الزواج بها.
ويريد فلورين ان يثبت لريكاردو ان اي شئ غير طبيعي لا طائل منه فيطلب منه التخلي عن كل خيالاته لان الواقع هو الذي ينتصر في النهايه.
الآن ريكاردو هو الذي يبحث عن العقل لسيرينا لكي تنخرط في الحياة اليومية العادية، وبالفعل تبدأ تدريجيا في التماثل للشفاء، ولكن تتحول السعادة الى حزن بظهور بيبو الذي جاء لاستردادها او بيعها اذا وجد من يدفع جيدا.
وريكاردو الذي علم قبل لقائه مع بيبو بقليل انها تحمل بين احشائها طفلا رفض عرض بيبو وقام بطرده ربما لانه اراد ان يبعد سيرينا عن ماضيها، فبعد لقائه مع بيبو تأكد ان هذا الطفل ليس من صلبه كما اخبرته هي بل من صلب كل الاوغاد الذين استغلو جنونها.
وأمام فظاعة الأحداث وعدم تحرره من حبه يحاول ريكاردو ان يقنع سيرينا بعودتها الى سابق حالتها، ويبين لها ان فلورين والاخرين يريدون خداعها واعادة وعيها الى حياة قذرة وغدة.
ولكن سيرينا ترفض كل عروضه بغريزة الامومة التي تجعلها صلبة امام محاولاته، ولا يجد ريكاردو بدا من الخضوع للحقيقة المرة وتقبل الواقع على قساوته.

تعديل الرسالة…

هل تريد التعليق على التدوينة ؟