كان بينهما موعدا
كان الجو يسوده التوتر ..
فالظروف التي يمر بها كليهما أوقعتهما
تحت ضغط نفسي وعصبي شديدين
أبت هي أن تبدأ بالحديث .. فهي تعلم
ما يمر به .. وهي أيضا تعلم
أنها إذا ما بدأت بالحديث
فآثرت الصمت
واكتفت بأن تسترق النظر إليه بين اللحظة والأخرى
حتى بدأ هو الكلام
وكان كلامه شرحا لظروف هي تعلمها
إلا أن هناك جديدا
وهذا الجديد ضيف غير مرغوب فيه .. هو الفراق
يطلب منها أن تستضيف فراقه بحياتها
إلى أن تنقشع غيوم المشاكل
التي تحيط به
كان يتكلم .. وكانت تبكي في صمت
حاولت أن تمنحه أملا
أن لكل مشكلة لابد من حل
وأن الليل لابد وأن يمحيه بزوغ شمس فجر جديد
حاولت أن تخفي حزنها بداخلها
أن تقتل نفسها من أجل حياته
كانت تتحدث .. خرجت كلماتها متماسكة
حاولت أن تستجمع كل شجاعتها عند هذه اللحظة
رغم أنها أضعف من أن تحتمل يوم واحد في غياب
ولكنها كانت تخشى عليه من هذه اللحظة
أرعبها أن يتألم قلبه
والذي عاشت فيه أسعد لحظات حياتها
أملت أن يرحل دون أن يحمل هم ألمها وحزنها أيضا
ومر الوقت سريعا
وربما هو الذي أراد ان ينهي لحظة الوداع
درءا للألم
وربما خوفا عليها من عذاب تلك اللحظات
ودعها ورحل
إلا أنها تسمرت بمكانها
ولم تنعم بنوم ولا راحة أبدا
وأصابتها نوبة بكاء شديدة
كان قلبها يتمزق ألما
لمجرد أن صباح يومها هذا سيكون
دون لقاءه أو سؤاله
وأن سائر أيامها ستكون .. دونه
كم كان مؤلما أن يكون هذا مصير حبهما
غفى الدمع بعينيها الذابلتين
إثر ليلة عاشت فيها أقسى لحظات
تهيجه كلمة خرجت من فاه كانت لها
وتستبيح انهماره حروف اسمه يرددها نبض قلبها
قررت أن تتماسك
حتى إذا ما عاد .. وجدها في حال جيدة
قررت أن تحيا على ذكرى حب
كانت .. أسعد أيام عاشتها بحياتها
ولكن خارت قواها وعادت إلى البكاء من جديد
لم تستطع أن تفعل ما عزمت عليه
قلبها المسكين أضعف من تحمل فكرة الغياب
كَم أحبته
فكان الشمس التي تشرق بصباحاتها
والقمر المسامر عند حلول المساء
ما أقسى الظروف التي تحول بين حبيبين
كان جل حلمهما أن يكونا سويا
مدى الحياه
إلا أنها حالت دون تحقيق حلمهما البريء
هي تحبه من كل قلبها
ولا ولن تنساه مهما فرقت بينهما الظروف
وتستشعر وجوده رغم غيابه
فالقلب يراه بنور حبه
وهو كما وعدها لن ينساها
سيعود ذات يوم
مهما طال السفر وباعدت بينهماالمسافات
.
تحية طيبة
.
هل تريد التعليق على التدوينة ؟